من لا یحضره الفقیه

المقدمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ

اللَّهُمَّ إِنِّی أَحْمَدُکَ وَ أَشْکُرُکَ وَ أُومِنُ بِکَ وَ أَتَوَکَّلُ عَلَیْکَ وَ أُقِرُّ بِذَنْبِی إِلَیْکَ وَ أُشْهِدُکَ أَنِّی مُقِرٌّ بِوَحْدَانِیَّتِکَ وَ مُنَزِّهُکَ عَمَّا لَا یَلِیقُ بِذَاتِکَ مِمَّا نَسَبَکَ إِلَیْهِ مَنْ شَبَّهَکَ وَ أَلْحَدَ فِیکَ وَ أَقُولُ إِنَّکَ عَدْلٌ فِیمَا قَضَیْتَ حَکِیمٌ فِیمَا أَمْضَیْتَ لَطِیفٌ لِمَا شِئْتَ لَمْ تَخْلُقْ عِبَادَکَ لِفَاقَةٍ وَ لَا کَلَّفْتَهُمْ إِلَّا دُونَ الطَّاقَةِ وَ إِنَّکَ ابْتَدَأْتَهُمْ بِالنِّعَمِ رَحِیماً وَ عَرَّضْتَهُمْ لِلِاسْتِحْقَاقِ حَکِیماً فَأَکْمَلْتَ لِکُلِّ مُکَلَّفٍ عَقْلَهُ وَ أَوْضَحْتَ لَهُ سَبِیلَهُ وَ لَمْ تُکَلِّفْ مَعَ عَدَمِ الْجَوَارِحِ مَا لَا یُبْلَغُ إِلَّا بِهَا وَ لَا مَعَ عَدَمِ الْمُخْبِرِ الصَّادِقِ مَا لَا یُدْرَکُ إِلَّا بِهِ فَبَعَثْتَ رُسُلَکَ مُبَشِّرِینَ وَ مُنْذِرِینَ وَ أَمَرْتَهُمْ بِنَصْبِ حُجَجٍ مَعْصُومِینَ یَدْعُونَ إِلَی سَبِیلِکَ بِالْحِکْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ لِئَلَّا یَکُونَ لِلنَّاسِ عَلَیْکَ حُجَّةٌ بَعْدَهُمْ وَ لْیَهْلِکَ مَنْ هَلَکَ عَنْ بَیِّنَةٍ وَ یَحْیَی مَنْ حَیَّ عَنْ بَیِّنَةٍ فَعَظَّمْتَ بِذَلِکَ مِنَّتَکَ عَلَی بَرِیَّتِکَ وَ أَوْجَبْتَ عَلَیْهِمْ حَمْدَکَ فَلَکَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا أَحْصَی کِتَابُکَ وَ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُکَ وَ تَعَالَیْتَ عَمَّا یَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً کَبِیراً

قَالَ الشَّیْخُ الْإِمَامُ السَّعِیدُ الْفَقِیه(1) نَزِیلُ الرَّیِّ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی بْنِ بَابَوَیْهِ الْقُمِّیُّ مُصَنِّفُ هَذَا الْکِتَابِ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ لَمَّا سَاقَنِی الْقَضَاءُ إِلَی بِلَادِ الْغُرْبَةِ وَ حَصَلَنِی الْقَدَرُ مِنْهَا بِأَرْضِ بَلْخَ مِنْ قَصَبَةِ إِیلَاقَ(2) وَرَدَهَا الشَّرِیفُ الدَّیِّنُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بِنِعْمَةَ(3) وَ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الْحُسینِ(4) بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ

ص: 2